montadaJesus

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
montadaJesus

منتدي يسوع حياتي


    قدس اقداس الكتاب المقدس

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 168
    تاريخ التسجيل : 14/03/2009

    قدس اقداس الكتاب المقدس Empty قدس اقداس الكتاب المقدس

    مُساهمة  Admin الأحد مارس 15, 2009 7:31 am

    احبائي ده الجزء الأول من نشيد الأناشيد ..... تعالوا نتعرف عليه؟؟؟!!!!

    يندرج سفر نشيد الأناشيد في الكتاب المقدس بين الأسفار الحكمية، ولا عجب أن نرى هذا السفر الذي يتكلم عن الحب بين أسفار الحكمة لأن التفكير الحكمي بطبيعته يتطرق إلى المواضيع الهامة في الحياة ومنها طبعاً موضوع الحب.
    من الطبيعي إذاً أن يتكلم الكتاب المقدس عن الحب، ومن الطبيعي أن تشيد الأسفار الحكمية بالحب الحقيقي والصحيح وسمّوه، لكن الغريب في الأمر، والذي يثير كثيراً من التساؤلات لدى عدد كبير من المؤمنين، هو أن نشيد الأناشيد لا يتكلم عن معنى وسمو الحب كما يتصوره قارىء الكتاب المقدس للوهلة الأولى، بل إنه يستعمل لغة خاصة تظهر الحب البشري بماديته المحضة، فيغدو هذا النشيد قصيدة رائعة تتغنّى بالحب البشري في كثافته الجسدية وبواقعية لا ينكرها الشعراء العصريون، إلى درجة يصعب القبول بهذه اللغة على أنها لغة كتاب مقدس، وهي من وحي الله وإلهامه.
    إن نشيد الأناشيد في الحقيقة كتاب فريد من نوعه، ولكي نفهمه، علينا أن نغوص في أعماق هذا السفر لنستنبط مكنوناته الخفية وكنوزه الثمينة، ولنتعرف على مكانته السامية في الكتاب المقدس وفي حياة وتاريخ الكنيسة، وهذا ما سنحاول أن نفعله.
    مصادر نصوص النشيد وقانونيته
    لا شك أن النص ينطلق من قصائد حب قديمة تبادلها رجل وامرأة وكانوا ينشدونها في السهرات، ولعله يستوحي من الطقوس الوثنية كما تؤكده المقارنة مع قصائد من الشرق القديم. والسفر لا يذكر أية مؤسسة دينية ولا أي شخص من شعب إسرائيل (باستثناء سليمان)، ولا يذكر اسم الله سوى مرة واحدة، وبشكل خفي (8: 6).
    عندما اجتمع اليهود في يمنيا حوالي سنة 90 م. ليحددوا قانونية كتبهم المقدس، كان هناك جدل كبير حول قانونية نشيد الأناشيد الذي يبدو أنه كُتب بعد العودة من المنفى، أي حوالي نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، فكان لتدخل الرابي عقيبة فائدة كبيرة في معرفة معلومات قيّمة تخص هذا الكتاب. فقد تبيّن أن نص نشيد الأناشيد كان يقرأ بمعنى دنيوي في بيوت المشروبات، وهذا كان محل اعتراض واستنكار هذا الرابي الذي دافع عن هذا الكتاب وأكد مقامه في يهودية ذلك العصر قائلاً: إن العالم كله لا يضاهي اليوم ما أُعطي فيه هذا النشيد لإسرائيل. فالكتابات كلها مقدسة، لكن النشيد هو قدس الأقداس" (مقالة يدعيم 3/5).
    لقد دخل السفر بعد ذلك في القانونية الكتابية اليهودية، وكانت قراءته كما يبدو قراءة رمزية تمثيلية تعتبر قصائده تنشد العهد، أي عهد الحب بين الله وإسرائيل، وهكذا كان يُقرأ أيضاً في قُمران حيث عثر في مكتبتها على أربع نسخ منه.
    قراءة تحليلية مبدئية للنشيد
    يقسم أغلب الباحثين نشيد الأناشيد إلى مطلع (1: 2-4)، وخمس قصائد تتوزّع بحسب فصول السنة. تمثّل القصيدة الأولى (1: 5-2: 7) فصل الشتاء وزمن المنفى. والقصيدة الثانية (2 :8- 3: 5) فصل الربيع وزمن الخطوبة. والقصيدة الثالثة (3: 6- 5: 1) فصل الصيف والزواج. والقصيدة الرابعة ((5: 2-6: 3) تجعلنا نتردّد قبل أن نصل إلى فصل الخريف وقطف الثمار كما تحدّثنا عنه القصيدة الخامسة(6: 4-8: 4). وجاءت النهاية (8: 5-7) تعلن أنّ الحب قويّ كالموت. وكانت الأشعار الأخيرة (8: 8-14) بشكل صدى لما قيل في الأسفار الأولى.
    إن ما يلفت انتباهنا ويثير تعجّبنا لدى قراءة النشيد هو أنه في زمنٍ كانت فيه المرأة خادمة للرجل، نرى في هذه القصائد أن الواحد يحب الآخر على قدم المساواة، في نضارة حنان لا يتنافى مع المصاعب. لذلك في قراءتنا المبدئية للنشيد يجب أن نأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
    • علينا أن نقرأ النشيد أولاً بدون هدف، نقرأه كمستمعين لندع عالمه يخرج إلى الوجود.
    • نحن أمام عالم ليس من الكلمات بل مع الأصوات. إنه عالم صوتي من النداءات والأصداء والأسئلة والأجوبة.
    • النشيد لا يتحدث فقط عن الحب بل يغنّي الحب. إنه أولاً غناء. يؤكد ذلك تكرار الكلمات والعبارات والأدعية التي تواكب النص.
    • إنه نشيد غُني وما زال يُغنّى، هذا الغناء هو حوارٌ، التعبير فيه مباشر. يتوجه الأنا إلى الأنت، أو يوحي الأنا بالأنت داخل المونولوج.
    • هذا الحوار لا يؤدي بنا إلى معرفة هُوية المتحاوريْن: أهما حبيبان أم زوجان، أم خاطبان... النص يوضح الحب الذي يربط بين رجل وامرأة حبيبين يشيدان بالحب الذي يشدّ الواحد إلى الآخر: فهو فقط ما تقوله هي فيه، وهي الخليلة أو العروس.
    • إن صوت المرأة في النشيد هو الأكثر ارتفاعاً فهي تفتتح القصيدة وتختمها، لكن الرجل هو الذي يشد الرغبة ويقود القصيدة إلى الأمام.
    • إن هذه الإشادة بالحب تدل على أن عبارة الحب هي واحدة في ذروتها وكمالها، وهي تؤدي إلى كلمة واحدة وحيدة. إنها تخلق الوحدة من دون أن تمحو الاختلاف والبعد بين الواحد والآخر، وهما أمران لا يقوم أي حوار من دونهما.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 8:27 am